قالوا أن الحب عذاب وأشواك وأنهار ودموع فأحسّت بالرهبة نفوسنا ووجلت قلوبنا ... لكننا لما دخلنا في عالمه الوردي وجدنا إن الحب هو نبض القلوب وهمس الأرواح وحياة النفوس ... فهيا بنا نحب.
- ماذا تعرف عن الحب؟
وإذا كان الحب هو بحر عظيم له قدرة السحر فهو الوحيد القادر على إن يحول المر حلوا والتراب ذهبا والشقاء فرح وسعادة.
فما أجمل هذا الشعور الرقيق الدافيء الذي يملأ كيان المحبين...
إذا سألتنني : هل يحيا الإنسان بغير حب؟
أقول لك : وهل خلق الله الحب إلا ليحيا الإنسان؟
خلق الله تعالى الحب ووضع سحره في القلوب ليتم التقارب والتزاوج والتناسل ..فتستمر الحياة..
وشرع الله سبحانه مسارا وحيدا لهذا الشعور الجميل وهو:الزواج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لم ير للمتحابين غير النكاح " .صدق رسول الله.
لكل حكاية باب فمن الأبواب ما إن تفتحه حتى تطل عليك ورود تفوح منها نسمات عطرات ..فهو باب للسعادة والهناء ...ومنها ما إن تفتحه حتى تهب عليك عواصف ورعود فهو باب للتعاسة والشقاء
أبواب الحب :
إذا أردت ألا تحزن أغلق فورا هذا الباب:
النظرة :مقدمة العاطفة والمحرك الاساسى لها
قال شوقي :نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) . (1)
المكالمة التليفونية: يتسلى بها بعض الشباب في فترات فراغهم أو مللهم أو عبثهم لكنها تبدأ هزلا ثم تنتهي حبا .
المراسلة والشات: تبدأ كعلاقة صداقة بريئة لكنها تتدرج إلى الحب أو الرغبة في اللقاء.
المعاكسات:حيث تحب الفتيات عادة الشعور بأنها محاطة بالإعجاب والمعجبين وحين تلتفت إلى من يعاكسها تكون البداية.
الصداقة بين الجنسين: تتطور دائما إلى علاقات عاطفية .
إذا أردت السعادة بزوج أو زوجة صالحة فالباب مفتوح أمامك.
انظري إليه...انظر إليها: النظرة لها أثر السحر في القبول وتأليف القلوب قال صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة عندما خطب امرأة ليتزوجها :"أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".
الكلمة الطيبة: الكلمة الطيبة صدقة كما قال صلى الله عليه وسلم وهي بين الزوجين مودة ورحمة فما أجمل كلمة أحبك نقولها لمن نحب.
الهدية: تؤلف بين القلوب وإن كانت بسيطة فهي تشعر الطرف الآخر بالاهتمام يقول صلى الله عليه وسلم:تهادوا تحابوا".
القلب الكبير: هو الذي يعلو فوق الهفوات والزلات فيحسن الظن ويعفو ويتسامح.
اللجوء إلى الله: والدعاء أن يرزقك الله حبا صالحا طاهرا يرضى عنه ويباركه.
ولكن هل تكفي نظرة لتبنى عليها جبال من الحب ؟ وهل يبنى الحب على أساس متين من جمال الصفات وروعة الجوهر أم يقف عند حدود زخارف الشكل والمظهر؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك: هل هناك ما يدعى حب النظرة الأولى؟
حب النظرة الأولى والحب الأعمى:
جاءت تشتكى أوجاع الحب وهي تتألم وتبكي بمرارة ... فسألتها وأنا انظر في عينيها 000 وبشرتها الغضة وأشفقت على حداثة سنها فهي لا تزيد بحال من الأحوال عن ستة عشر عاما.
سألتها: متى ... وأين ... وكيف ؟؟
قالت: أحببته من نظرة واحدة منذ أسبوعين.
نظرت إليها مندهشة وقلت كيف يمكن أن تتولد كل هذه المشاعر في هذه الفترة القصيرة ؟هل يكفي أسبوعين ؟شهرين ؟سنتين ؟
" الحب الذي تصوره لنا القصص ما هو إلا نسيج الأحلام انه ينشأ عن الآمال والتصورات . انه يجعل الإنسان يرى فيمن يحب صورة الرجل المثالي أو المرأة المثالية التي لا يمكن أن يحياها الإنسان في عالم الواقع... والحقائق تقف عثرة في سبيله... ومن أجل ذلك قالوا عن الحب أنه أعمى ولكن... الإنسان الذكي هو الذي يرفض هذا الحب الأعمى ويبحث بدلا منه عن الحب الحقيقي المبصر.
الحب الذي يبصر ثم يفرق بين ما هو ثمين وما هو رث ثم يفرق بين ما هو خير وما هو واقع وما هو خيال بين العلاقة التي تصمد أمام العقبات والصعوبات وتقلبات الأيام... وبين تلك التي تنكسر أمام أول هبة ريح... فكيف إذا جاءت العواصف؟! ."
الحب آية من عند الله :
والإنسان المسلم الذي يختار على هذا الأساس ويتقي الله في اختياره لابد وان يكافئه ربه بذلك الحب الطاهر الصامد المستمر العميق ...وهذا والله ليس بالخيال ولكنه حقيقة من رب العباد.
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
هذا هو الفارق بين علاقة وهمية تكتمها الفتاة وتخفيها عن أهلها ويقول تعالى عنها محذرا الشباب (ليس البر بأن تأتوا البيةت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ـبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون). فالحب الذي أسس على معصية مصيره إلى زوال فقد أثبتت الإحصائيات أن أكثر من 90% من علاقات الحب تنتهي بالفشل وإن انتهت بالزواج بينما لا ينقطع الحب الذي نشأ على طاعة الله ولا يذبل بل يبارك الله تعالى فيه فهو سبحانه الذي خلق الحب وأودعه في قلوب المحبين وهو وحده القادر على حفظه وأن يبارك فيه.
أقول هذا هو الفارق بين علاقات وهمية وبين علاقة حب شرعية يرضى عنها الرحمن وتزهو بها الفتاة مرفوعة الهامة ويسعد بها الشاب وتقر عينه ويطمئن باله وهي بالطبع علاقة الزواج.
ألوان من الحب:
والحب روضة من رياض الجنة ضمت في رحابها أصنافا شتى فنحن ان قصرناه على حب الزوجين لبعضهما فقد بخسناه قدره فهو شامل واسع وممتد يتخطى حتى حدود البشر.
والحب وردة تباينت ألوانها واتسقت معانيها واتحدت لتصب في معنى واحد هو لغة المشاعر ونبض القلوب التي في الصدور.
فبالحب عرفنا الله فسجدت له وجوهنا وخضعت له قلوبنا.
وبالحب شكرنا عطاء الآباء.
وبريشة الحب رسمنا عش الأحلام ونقشناه في صدورنا.
وبغزل الحب نسجنا مهد الصغار في أكبادنا.
وبالحب أحببنا ترابا عاشت عليه ذكرياتنا وعشقنا جدرانا ضمتنا مع أحبابنا.
الحب هو أحاسيس تشعرنا بكل شيء جميل في هذا الكون:
الله... أحبائنا من البشر... براءة الأطفال... زرقة السماء... خضرة الأشجار... شذى الأزهار.
الحب الحقيقي:
وأخيرا ما أجمل الحب...ما أحلى المشاعر الصادقة حين تنبع من القلب تحمل الود والصفاء والشفافية في عالم استعبدته المادة وغلبته المظاهر والحب الحقيقي هو الحب الذي يتجاوز الظاهر إلى الباطن وينطلق من قشرة السطح الخارجي إلى الجوهر والمضمون ويزيل طلاء الجمال الخارجي ليستمتع بروعة الصفات.
فالحب الحقيقي هو المشاعر الجياشة والأحاسيس الفياضة والعواطف الدافئة وهو الذي يغض الطرف عن استعباد الجسد ليرتوي من نبع ائتلاف الأرواح وتناغمها... وهذا الحب لا يكون أبدا إلا في ظلال من الإيمان والطاعة والطهارة .
كتبه **
محمد أحمد السيد ت/ 0166890181 او 0160266877