النبي الشهيد
يحيي عليه السلام
أعطي الله يحي حناناً وحباً لجميع الكائنات ورحمة وعطفاً عليها .
كان يحيي عليه السلام ناسكاً زاهداً عابداً صواما قواماً لله ، وفي طفولته كان رحيماً علي جميع المخلوقات ، وعلي أبويه ، وكان باراً بهما عطوفاً عليهما .
كان يطعم الطيور من طعامه والحيوانات ولما لم يجد ما يأكله بأكل أوراق الشجر وبعض الأعشاب .
شغف بالقراءة والعلم منذ طفولته .
أعد الله يحيي لرسالته .
كان صبياً حين نادته الملائكة : ( يا يحي خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً ) " مريم : 12 " .
علمه الله الكتاب ( الشريعة ) فكان يحكم بين الناس ، ويشرح لهم أمور الدين .
يدلهم علي الخير ، ويبين لهم طريق الصواب ويحذرهم من غواية الشيطان ، من ارتكاب الذنوب والخطايا والآثام والشرور ، يدعوهم إلي لتوبة ، ويأخذهم إلي النهر ليغسلهم فيه ويدعو لهم .
فأحبه الناس جميعاً لتقواه وعلمه ورحمته وصلاحه وحنانه .
كان يمضي إلي الجبال والصحراء فيعيش فيها أياماً وشهوراً يصلي ويتعبد ويبكي خشية وخوفاً من الله وحباً فيه ، ولا يجد ما يأكله فيأكل من أوراق الشجر .
قيل : إنه كان يدخل المغارة فيجد فيها الوحوش المفترسة فتراه الأسود أو النمور وهو في صلاته وتعبده لله فتعرف أنه نبي الله يحيي .
فتغادر المكان دون أن تحدث صوتاً يزعجه أو يخرجه عن تهجده وتعبده ، تخرج الوحوش دون أن تؤذيه أو تضره .
جمع الناس ذات يوم في بيت المقدس ، امتلأ المكان تماماً فقام بينهم خطيباً يدعوهم إلي دين الله.
حمد الله وشكر فضله ، ثم قال للناس : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن :
1- أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً .
2- وآمركم بالصلاة .
3- وآمركم بالصيام .
4- وآمركم بالصدقة .
5- وآمركم بذكر الله عز وجل .