ذو النون
يونس عليه السلام
هو يونس بن متي ، نبي الله ، ويلقب بذي النون أو صاحب الحوت .
أرسله الله علي قومه يدعوهم إلي دين الله وإلي عبادة الواحد الأحد ، فأخذ يدعوهم وينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحكي لهم عن بعثهم بعد الموت وعن الجنة والنار .
ولكن قومه لم يستمعوا له ولم يؤمنوا بما قال .
فخرج غضبان ، ثائراً ، سار في الطريق علي البحر ، فلما وصل الشاطئي قرر أن يركب السفينة التي وجدها أمامه .
لم يأذن الله له في الهجرة أو ترك دعوة القوم إلي عبادة الله ، لماذا يئس منهم وتركهم في ظلمات الكفر .
ركب السفينة وسارت بهم جميعاً هو وركابها والذين يعملون عليها كان البحر هادئاً والموج ساكناً ، وفجأة هبت ريح عاصفة ، كادت تقسم السفينة نصفين ، وأخذ القبطان يطلب من الركاب أن يخففوا حمولتهم . فطلبوا منه أن يلقي بالشخص الذي صعد زيادة في الوزن ، اتفقوا علي إجراء قرعة من هو الذي سوف يلقونه في البحر ، حتى تكمل السفينة سيرها في أمان .
أجروا القرعة فخرجت علي يونس ، وأجروها ثلاث مرات ، ولا يخرج إلا اسم يونس .
أدرك يونس أنه أخطأ حين ترك دعوة قومه إلي الإيمان بالله فعاقبه الله في هذه اللحظات التي شعر فيها بالخطأ .
أمسكوه وألقوه في البحر ، فابتلعه الحوت .
أخذ يونس يستغفر الله ويسبحه وهو في بطن الحوت ويقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
قيل : إن كل من كان في البحر من الأحياء المائية سمعت تسبيحه وصلاته وكانت تسبح معه .
خروج يونس من بطن الحوت
استجاب الله تعالي ليونس وأنجاه من الحوت .
أمر الله سبحانه الحوت أن يلقي يونس علي الشاطئي ، فوق جزيرة ليس فيها زرع ، ومن رحمة الله أن أنبت عليه شجرة من يقطين ومن المرض الذي خرج من بطن الحوت .
برأ يونس من مرضه ، وغفر الله سبحانه له وأرسله إلي قومه نبياً إلي مائة ألف أو أكثر كما قال القرآن الكريم .
وآمنت قريته كلها بعد ذلك .
الدروس المستفادة
عبادة الله يا أبنائي هي الملجأ والملاذ والمنقذ في حالات الشدة .
وفي قصة يونس رأينا كيف لجأ إلي الله بالدعاء والتسبيح فكشف غمه وخرج من بطن الحوت ، وأكرمه وأنبت عليه شجرة اليقطين .
ولا ننسي أن علي المرء ألا يفقد صبره إذا قوبل بالسخرية والإنكار ، وأن ينقذ إرشادات ربه والدعوة إلي الإيمان بصبر وإصرار .