أنا في الحقيقة أضفت شخص عندي في "المسنجر"، ومع الوقت أحببته كثيرا كنت أتضايق إذا مر يوم ولم أتحدث معه، لا تتصورون كم كنت أحبه، كان دوما يطلب مني أن أحادثه بالهاتف ولكنني أرفض بشدة، حاول كثيرا بحكم أنني إنسانة يثق فيها الجميع، رفضت ولم أتوقع نفسي يوما من الأيام أن يكون لي علاقة مع شاب حتى بالمسنجر. استمرت علاقتنا لشهر تقريبا وكنت قد أضفته لدى أختي بالمسنجر وهو لا يعلم أنها أختي، وفي مرة من الأيام لم يحدثني لأكثر من أسبوع.. غضبت وقتها كثيرا ولكن لما عاد لم أتوقع ذلك؛ لأنني شككت بأنه سوف يتركني، وكنت في تلك الفترة عزمت على تركه، ولكنه قال لي كلام أنساني ما كان، بل زاد تعلقي به، وفي نهاية حديثنا في ذلك اليوم طلب مني أن أحادثه بالهاتف ولكني رفضت، وبعد يوم فتحت المسنجر وكان موجودا ولم يكلمني، واضطررت لأن أفتح المسنجر الخاص بأختي في الوقت نفسه، وإذا به يبدأ الحديث ويطلب أن يتعرف.. لحظتها أحسست بالخيانة وأكملت الحديث وهو لا يعلم من أنا، ثم حادثته من المسنجر الخاص بي، ثم خرجت وهو لا يعلم أنني هي نفسها التي تحادثه، وأنا اكتب هذا الكلام في نفس اليوم.
أرشدوني إلى الصواب جزاكم الله كل خير.
الحل
الأخت الفاضلة: ندى تحية طيبة.. وبعد:
فالسؤال الذي يثب إلى ذهني مباشرة عند قراءة مثل مشكلتك: لماذا أضفت هذا الشخص إلى الماسنجر؟!
عزيزتي: تقولين عن نفسك: (إنني إنسانة يثق فيها الجميع).. وإصرارك على رفض محادثة ذلك الشخص بالهاتف يدل على ذكائك و حرصك على التمسك بتلك الثقة التي مُنحت لك، ويُنظر بها إليك.
ولكني أرجع إلى سؤالي الذي طرحته من قبل: لم أضفت ذلك الشخص إلى الماسنجر؟! قد تقولين : أضفته عبثاً!! لكني لن أصدق! وقد أرد عليك بأنك كفتاةٍ تتطلعين إلى الارتباط بفتى (كزوج)، وترين أن هناك دوافع (داخلية) تجذبك إلى حديث (الفتى) ما لا تحسين به تجاه حديث (الفتاة)..
وهو أمر طبيعي جداً..
فالحياة تكتمل برجل وامرأة معاً!! وتحلو كذلك!!
ولكن ذلك حين يكون خارج (إطار) الزوجية (يشبع) إشباعا كاذباً.. ثم يترك ندوباً قد تموت الفتاة ولم تمح..
بل تفقد حياة الفتاة ـ ولو تزوجت ـ كثيراً من (النكهة) المنتظرة!
أختي الكريمة:
أن تفكر الفتاة بالفتى.. أن تحلم به.. بل أن يمرّ في ذهنها حتى (شخصية) فتى معين.. هذا كله قد يكون طبيعياً..
وتلك (الأحلام) قد تمرّ بسرعة.. وقد تبقى مدة، ولكن أحداث الحياة اليومية تنسيها أو تغطيها.. ولكن الأمرَ يكون غير طبيعي حين تعمد الفتاة إلى تحويل تلك (الأحلام) إلى واقع..
فتتصل بشاب عبر إحدى وسائط الاتصال (الهاتف أو الإنترنت...).. ويكون الأمر أكثر سوءاً حين تقبل على ما يرمي لها من طعم فتقع في الفخ!!
أختي الكريمة:
هل أستطيع القول إنك (أكلت الطعم) ولكن ذكاءك جعلك تحاذرين الوقوع في (الفخ) الذي ينصب لك.. لاحظي أنك أنت التي أضفت الشخص المذكور.. وهو محاولة لنقل خيالاتك وأحلامك في (فارس الأحلام) إلى الواقع..
ولا تنسي أنك لا تعرفين هذا الشخص.. ولذا أطلقت عليه شخصاً وليس (شاباً) !! وبالتالي لا تعرفين ـ ربما - أي شيء عنه (وقد يكون كل ما لفت نظرك فيه وأعجبك منه حروف يحسن تصفيفها في أحد المنتديات)..
ولاحظي مرة أخرى: أنك تقولين عنه: (ومع الوقت أحببته كثيراً) بل تقولين بعدها: (كنت أتضايق إذا مرّ يوم ولم أتحدث معه.. لا تتصورون كم أحبه!!!)
أختي الكريمة:
أسألك ـ أيتها الذكية ـ ما الدوافع وراء هذا الحب (الجنوني)؟ هل مجرد محادثة على الماسنجر تخلق عندك هذه المشاعر؟ من المؤكد أن ذلك الشخص (ربما بحكم الخبرة!!) يعرف جيداً كيف يزرع عندك تلك المشاعر؟..
ولكن للأسف الشديد أن ذلك الحب (الذي لا نتصوره كما تقولين) كانت بذوره (كلاماً!!) مهما بلغ مستواه في البلاغة..
هل صحيح - أختي الكريمة ـ أن الفتاة ـ مهما بلغ ذكاؤها ـ لا تلبث أن ( تسقط في الشرك) عند يمنحها شاب (محترف) (بضع) كلمات يظل يرددها..
إن الفتيان يتحدثون أن أفضل طريقة (لاصطياد) الفتاة هي المبالغة في مدحها!! وإظهار (عمق) محبتها في النفس.. وأن هذين الأمرين يجعلان الفتاة تمشي بلا عقل بعد أن تغمض عينيها!
قولي لي - أختي الكريمة ـ:
هل رأيت على شاشة الجهاز غير هذا اللون من الكلام؟!
ثم انظري كم هي المسافة بين فتاة (هي أنت) تقول عن نفسها: (لم أتوقع يوماً من الأيام أن يكون لي علاقة مع شاب حتى بالماسنجر)!!
وبين فتاة (هي أنت أيضاً) تقول عن نفسها: (كنت أتضايق إذا مرّ يوم ولم أتحدث معه، لا تتصورون كم كنت أحبه)!! والذي جعلك لا تتوقعين أن تقوم بينك وبين (أي) شاب (أية) علاقة (بأي) صورة هو معرفتك (بأهداف) تلك العلاقات، وربما (سماعك) عن (ضحايا) كثر لمثل هذه العلاقات التي تبدو (بريئة) !!..
والذي جعلك تحبّينه (كثيراً) حاجتك (للحب)، وقدرته على تصوير نفسه بالمحب الوله المتفاني.. تلك القدرة التي وضعت (نقاباً) على عقلك!! فها هو عقلك لم (يحجب) تماماً... وها أنت ترفضين الاتصال به على الهاتف لإدراكك العميق بعواقبه.
أختي الكريمة:
أشعر بغير قليل من الاستغراب من هذا التناقض الذي تمارسينه وربما تحسين به) طَرْقٌ من قبل (المحب الغامض) بالكلام على (باب) قلبك لمدة شهر فيفتح له (بمصراعيه) .. فيشعر الطارق (الغامض) بفرح غامر إذ بدت ملامح الخطة تنجح..
فيطلب (المحادثة) بالهاتف.. لأن (الفخ المعنوي) قد عمل عمله؛ إذ شعرتِ تجاه ذلك الشخص بالحب، وبادلتِه المشاعر بالكلام المكتوب .. فلينصب (الفخ الحسي) الذي يستطيع ( جَرُّك) معه بقدميكٍ!!
وتظل (مناورات) الحبيب الذي يقود (معركة) الحب بين كرّ وفر؛ يقبل ويدبر، ويصل ويهجر؛ ليفوز في الأخير ويحقق (مخططه).. ولذا فقد أعلنت انسحابك حين تركك أسبوعاً وعزمت على تركه..
وهو لا يريد هذا فإذا هو يعود ولكن ليضع (طعماً) آخر عبرّت عنه بقولك: (قال لي (كلام) إنساني ما كان.. بل زاد تعلقي به).. وها أنا أذكرك مرة أخرى أنه لا يزال الأمر كله (كلام) في (كلام).. إنه بالنسبة لك كالساحر الذي يحاول إيهام (الواقف) أمامه بأمور (خيالية) عن طريق (خُدَعٍ) سحرية..
ولذا فهو حين رأى أنك (بلعت) الطعم يرجع إلى طلبه الأول (وهو الحديث بالهاتف)..
أختي الكريمة:
لو قال لك أحد إن هذا الشخص الذي خضت معه التجربة يظهر الحب لغيرك لقلت ـ تحت وطأة كلماته الساحرة ـ إن هذا غير صحيح وغير ممكن! ولكن ها أنت تكتشفين هذا بنفسك وفي بيتكم عندما حادثك من جهاز أختك على أنك (صيد) آخر..
عندما وصلني سؤالك اختلط لدى الحزن بالبكاء..
هل حقاً ما زلت تعتقدين أنه يحبك - أختي الكريمة -؟
أما أنا ـ مع أن سؤالك بين يدي ـ فلا أزال غير مصدق أنك مازلت تعتقدين ذلك!!
أختي الكريمة:
احمدي ربك أنك ـ بتوفيق الله ـ رفضت محادثته بالهاتف ـ وثقي أنه يمارس مع عشرات الفتيات ما مارسه معك..
وأن كلماته التي جعلها (طعماً) لك هي كلمات يكتبها بآليةٍ تامة من كثرة ما رددها.. وربما أخرج لسانه من وراء الجهاز وهو يشعر محادِثَته بالماسنجر أنه أعجب بها وأحس بحب عميق لها ملك عليه نفسه!!..
أخيراً ـ أختي الكريمة- وقد طلبتِ مشورتي فسارعي إلى إزالته من الماسنجر.. وقبل ذلك إزالته من قلبك..
راجياً أن يكون هذا الحدث (تطعيماً) لك من هذه (الفخاخ) وأصحابها..
وفقك الله إلى كل خير وجنبك كل شر، وبصّرك بالذي هو خير.